الرائد البجاوي
هو محمد بن حميدة البجاوي ولد في 26 نوفمبر 1926 “بدوّار الشط” إحـدى ضواحي تونس العاصمة، وقد كان أبوه ضابطا بالحرس الملكي.
تلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي بتونس، ثمّ تطوّع بمدرسة ضبّاط الصف بالجيش الفرنسي بـ “شرشال” بالجزائر آنذاك إبتداءا من 10 ديسمبر 1948، وسمّي برتبة عريف إبتداءا من غرّة جويلية سنة 1950، والتحق في شهر أوت 1951 بالمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بـ ” سان سير Cyr – ” Saintوتخرّج منها فـي شهر جوان 1952، وسمّي برتبة ملازم بالمدفعيّة في أكتوبر 1952 ثمّ برتبة مـلازم أوّل في غرّة أكتوبر 1954.
شارك ضمن الجيش الفرنسي في حرب الهند الصينية لمدّة سنة (1954/1955) وعيّن إثر عودته إلى تونس بفوج الدفاع الجوّي الفرنسي في منوبة.
وعند استقلال تونس سنة 1956 ، وقعت إحالته إلـى الجيش التونسي فسـاهم مساهمة فعالة في إحداث وتكوين النواة الأولى للجيش في سلاح المدفعية ورقّّي فـي غرّة أكتوبر 1956 إلى رتبة ” نقيب ” ، ثمّ تابع تكوينه بمدرسة الأركان بباريس لمدّة سنة وسمّي على رأس أوّل كتيبة للمدفعية التونسية، ثمّ رقّي إلى رتبة ” رائد ” فــي أكتوبر 1959.
وعند اندلاع معركة الجلاء ببنزرت، سـاهم الرائد البجاوي بمعية زملائه فـي القتال وأبلى البلاء الحسن، إلاّ أنه أصيب بنيران رشـاش انطلقت من إحـدى دبّابات العدوّ عندما كانت تحاول التقدّم، وتوفي الشهيد بمستشفى بنزرت متأثرا بجراحه يـوم الجمعة 21 جويلية 1961. وقد قلّده السّيد كـاتب الدولة للرئاسة والدّفاع الوطنـي الوسام العسكري ووسام الاستقلال أثناء الموكب الذي انتظم مساء 23 جويلية 1961 لتشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بمقبرة قرطاج بيرصة.
يعدّ الشهيد محمد البجاوي مجـاهدا من مجـاهدي تونس الأبطال الذين قدّمـوا أرواحهم الطاهرة قربانا لوطنهم وفداء لحريته واستقلاله وعزته.